السبت، 13 أغسطس 2011

كــلمــا شعرت ....


كلما شعرت بضيق قرأت شعراً حزيناً، وحاولت أن استظهره. الناس تمارس حياتها اليومية وأنا افكر في قصائد نيرودا وناجي. كلما شعرت بضيق رأيت في المنام أني استحم. اصحو من النوم واعلم بأن يوماً سيئاً آخر في طريقه إليّ فامتعض. أتغاضى عن المرآة وبشاعة الصورة في الحمام. كلما شعرت بضيق دعوت: يا رب لا تخذلني، اُبيت استخارة وادعو: يا رب لا تخذلني! وانتظر طويلاً. كلما شعرت بضيق ابتعت أحذية جديدة، أمي تقول متهكمة بأني "إيميلدا ماركوس" الشرق الأوسط، وهي لا تدري عن الحُرقة في صدري حتى وأنا استمتع بمرأى الأحذية ملتصقة ببعض على الرخام الأبيض، الفردة بجانب الآخرى، والكعب الأحمر يعلو الأسود. كلما شعرت بضيق خرجت مع صديقاتي للفطور صباحاً، أجلس قرب النافذة واستمع لهن واحاول ان اخفي قلقي تحت طبقة من المكياج خائنة. . كلما شعرت بضيق زاد شعوري بالخذلان لكن هذا لا يمنعني أن أحب، وأقع في حب الناس والأشياء كل مرة. مثلاً: أشاهد الفيلم واتعرف فيه على فتاة تشبهني واحزن لأجلها، لأني لا استطيع أن اُظهر حُزني لنفسي بوضوح كهذا. واقرأ كتاب وأرى فتاة أخرى تشبهني لكنها سعيدة أكثر مني، فأفرح لها لأني نسيت كيف أفرح لنفسي. وأغرم في الكاتب فابتاع عنواين كل كتبه من المكتبة وكأنه يتنبأ لي بمستقبل سعيد! كلما شعرت بضيق طليت أظافري بالأحمر وفكرت بالموت وكيف سينتزع الألوان مني. كلما شعرت بضيق كتبت شعراً اقلد فيه شوقي أبي شقرا لأنه ببساطة يُبهجني. كلما شعرت بضيق حدقت في كُتبي المرصوصة على المكتبة في الجدار المجاور لسريري وأقول لها سيجيء يوم وامنحكِ لآخرين. كلما شعرت بضيق قبلتني أمي فيزداد الألم حدة في نفسي. كلما شعرت بضيق افكر بأني خيبة أمل لنفسي لا الآخرين لأنهم دائماً لا يعلمون.

فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق